|
الوضع المائي بفلسطين يتأثر بشكل كبير بالمضايقات الإسرائيلية (الفرنسية-أرشيف)
| وضاح عيد-نابلس
حذر خبراء ومختصون بمجال المياه من تعرض الأراضي الفلسطينية لأزمة مياه خلال الصيف المقبل خصوصا بعد موسم مطري متواضع، وفي ظل استمرار السيطرة الإسرائيلية على الحقوق المائية الفلسطينية، ومنع استغلال المصادر المائية المتوفرة بمختلف المناطق الفلسطينية. وبحسب الخبراء الفلسطينيين فإن إسرائيل تسيطر على ما يزيد على 85% من مصادر المياه في فلسطين، وتتحكم بالجزء الباقي منها حيث تقف عائقا أمام العديد من المشاريع التنموية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لمواجهة العجز المائي الذي يزداد عاما بعد عام في ظل تفاقم ما يعرف بظاهرة الانحباس الحراري. وأوضح مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين أن إسرائيل تسيطر على جل المصادر المائية الفلسطينية وتستنزفها، وخاصة في قطاع غزة وحوض نهر الأردن وفي الحوض الشرقي.
وأشار المهندس سامي داود في حديث للجزيرة نت إلى أن هناك 220 تجمعا سكنيا في فلسطين دون شبكات مياه، وخلال السنوات الخمس القادمة سيعاني ما يزيد على أربعمائة ألف مواطن بالضفة الغربية لوحدها نقصا في المياه.
|
الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استغلال ثرواتهم المائية (الفرنسية-أرشيف)
| حجم العجز وتحدث المهندس عن العجز المائي بفلسطين، وقدره بنحو ثمانين مليون متر مكعب في مياه الشرب، وعشرين مليونا في الزراعة وثلاثين مليوناً في السياحة والصناعة، وتوقع أن يصل العجز المائي عام 2010 نحو 280 مليون متر مكعب فيما سيصل العجز عام 2030 نحو 230 مليونا.وأورد داود إحصائيات تشير إلى أن الاحتلال يستغل ما معدله 524.7 مليون متر مكعب سنوياً من الأحواض المائية الفلسطينية منها 44 مليونا سنويا من خلال آبار داخل الضفة و394 مليونا خارجها، إضافة إلى 86.7 مليونا سنويا من تدفق الينابيع. وينعكس ذلك الوضع سلبا على حياة الفلسطينيين حيث تشير الأرقام إلى أن معدل استهلاك الفرد اليومي من المياه لجميع الأغراض باستثناء الزراعة يبلغ ستين لتراً، في حين يبلغ المعدل بالنسبة للإسرائيلي للأغراض المنزلية حوالي 272 لترا يوميا.
وبالنظر إلى توصية منظمة الصحة العالمية بأن يكون النصيب المفترض للأغراض المنزلية في حدود 130 لترا يوميا، فإن حياة الفلسطينيين ستكون مهددة إلى حد كبير خلال السنوات القادمة.
|
معدل استهلاك الماء بفلسطين أقل مما توصي به الصحة العالمية (الفرنسية-أرشيف)
| حالة جنين وفي تفاصيل إضافية عن ذلك الوضع، قال الخبير المائي الفلسطيني صايل وشاحي إن محافظة جنين أكثر مناطق الضفة تضررا من أزمة المياه نتيجة ممارسات الاحتلال التي تمنع المواطنين من استغلال المصادر الجوفية المتوفرة بكثرة بالمحافظة.
كما عزا وشاحي في حديث للجزيرة نت تلك الأزمة إلى غياب ما سماه الإدارة غير الرشيدة لهذا القطاع الحيوي، إضافة إلى نقص التمويل اللازم لمشاريع المياه وشبكاتها. ورسم الخبير المائي الذي يرأس قسم الدراسات في الهيدرولوجيين عدة سيناريوهات لقضية المياه، قائلا "إن الإستراتيجية للسيناريو الأفضل تتمثل في فلسطين مستقلة، والتمويل المتوفر، والإدارة الرشيدة".
|